السلام عليكم ورحمة الله عذرا على الدخول على الخاص
أخي الكريم ،أنا متزوجة ،ولدي خمس أطفال،تزوجت منذ إثنا عشر سنة .زوجي يحمل الجنسية الفرنسية ،ويتابعكم بشدة ،ويحبكم وهذا منذ وقت طويل .ننصت نحن الإثنان لدروسكم نفع الله بها المسلمين كافة .
إبتدأ همي يا أخي الكريم منذ زواجي ،لقد نشأت في بيت يحب أهله الدين فقط قولا ،لا فعلا .وطبيعي تربيتي لم تكن مكتملة من عدة نواحي غالبا ما أفضل نفسي ،رغم أني أحب ديني .
زوجي دائما يعينني على نفسي استنادا لما تقدمونه للناس من علوم ،بدأت أتعرف عليها شيئا فشيئا.وأحاول إصلاحها ،لكني أعاني من أمر أخي الكريم دمرني و الله ،والسبب نفسي .زوجي منذ بداية زواجنا وهو يكلمني عن التعدد ،لم أرفض التعدد في بادئ الأمر رغم أنه فرضه عني بطريقة قاسية بعض الشيء .كنت أتحدث في الموضوع بطلاقة وأساند فكرة الزواج من أخرى .إلى أن اكتشفت يا أخي الكريم وخلسة من زوجي ،أنه على علاقة مع نساء أخريات وذلك عبر هاتفه.
لا أخفيكم أني كأنما رفعت الأرض من تحتي تماما ،وأنهزت ثقتي به بالكل .أصبح هذا الأمر لديه طبيعي جدا ،من إمرأة لأخرى .وأنا مهما منعت نفسي الا ابحث في هاتفه الا اني أجد نفسي أبحث ،وأنطلق في البكاء وأكابد الآلام .ما أحزنني أخي الكريم ،أنني مسالمة ومطيعة له بدرجة كبيرة وأحبه بشدة ،لو سألني أن أكون له أرضا لفعلت .أحبه بشدة لا يعلمها إلا الله .كنت أظل أفكر :أمنحه كل ما يريد ،ولم أخبره إطلاقا عن علمي بما يفعل .وأقول لما ذا يسيئ إلي هكذا ،أحس كأني لا قيمة لي عنده أبدا .
والشهادة لله أنه إنسان طيب و رائع وكريم .أخي كي لا أطيل أكثر ،التعدد أمر شرعه الله ،ربما زوجي قسى علي في بعض الامور ،لكن يظل حقه الشرعي ،أريد أخي الكريم أن أرتاح من عذاب نفسي ،أتعذب كثيرا وجدا ،أريد أن أجلب الرضى الداخلي لدي بأمر التعدد ولا أرفضه ،أريد أن أكون راضية بواقع أن زوجي يمكن أن يحب إمرأة أخرى ولا يشكل ذلك لي عذابا .أريد الا ابحث في هاتفه .خلاص والله أهلكتني نفسي يا أخي والله الذي لاإله إلا هو،أن نفسيتي تدمرت نتيجة اني أفكر فيما أفعله معه وهو دائما يبحث عن أخريات .غالبا.اتمنى أن يتزوج واوضع أمام الأمر الواقع حتى ينتهي عذابي .لكن الموضوع أخذ إثنا عشر عاما من الحزن و البكاء .إنصحني أخي ربي يرزقكم الفردوس الأعلى ،إنصحني نصيحة لعلها تكون دوائي والعلاج القوي لنفسي .كم أتمنى أن أعود مطمئنة البال .حتى أولادي أهملتهم .
أعتذر بشدة وأشكركم جزيل الشكر .وأعلموا أنما قدمتم من مساعدة لي ،ستكونون أنقذتم بها عبدة من الضياع
وربي يجعلها لكم مدخرة عنده إلى يوم القيامة
أنا في الاستماع إليكم وجزاكم ربي خيرا .
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وباركته
تنص قاعدة في علم النفس الإسلامي على حضور الشيطان واحد يعني القرين لما توجد علاقة متناسبة بين تصرفين
فيما يخص حالك نرى أن كلما أشتد طموح زوجك على التعدد اشتدت في نفس الحال غيرتك وهذا يدل على وجود علاقة متناسبة بين طموح تعدد الرجل وغيرة المرأة
إذا يبدو أن قرين زوجك ينتقل من جسده الى جسدك لكي تعاني من حبك إياه حتى يصيبك مرض العشق
فالعشق مرض من أمراض القلوب ونفسره كحال مفتعل يعني قرين زوجك يحبه عبر جسدك والشيطان لا يحب كحب الانسان
فعلا يحب الشيطان كل ما يضرنا ويكره كل ما ينفعنا يفرحه حزننا وتألمه سعاتنا
لأجل ذلك العشق حب مؤذ لأن حقق الشيطان به هدف من أهدافه يعني كيف يجعل الانسان مدمن بما يضره
ينبغي أن تركزي على أسباب قوة القرين فيكما: كيف سيطر على قلبك؟ ما خلتك وخلة زوجك حتى استحوذ عليكما الشيطان؟
لأن ربما يتقوى الشيطان الذي يضرك بعمل الجسد لديك معه علاقة مؤذية
نرى أن وقعت في فخ الجاسوسية وهذا يكفي لشيطان طعما
فالعلاج في التعاضد والانسجام بينكما والصراحة ضد الشيطان ولا العكس يعني التحالف مع الشيطان ضد زوجك بالتجسس وسوء الظن والاشتباه
وبالله تعالى التوفيق
مهدي بن صلاح