السلام عليكم يا احبابي الكرام
إن العشق مرض من أمراض القلوب
فكل من وقع في حب مؤذ يعتبر عاشقا
العاشق هو سجين لحب فقد به رشده وسيطربه عليه الشيطان
لا ريب أن الشيطان يحب كل ما يضر الانسان لأن من طبيعته وسجيته أن يفرح بما يحزننا ويتقوىبما يضعفنا منالمعاصي
فعند ذلك ينبغي لنا أن نبرز قاعدة مهمة لفهم مكيدة عظيمة من مكائد الشيطان ألا وهيالأحاسيس المفتعلة يعني
الإعتقادأن كل ما خطر على بال الانسان أو كل ما أحسه ليس بالضرورة أن يكون منه
فمن الثابت أن الشيطان يوسوس في صدر الإنسان وبالتالييتحكم فيمشاعره
يعني يصبح الإنسان يشعر بما يشعر به الشيطان
هذا ما أسميه بالمشاركة الانفعالية
فالويل لمن لا يميز بين مشاعره ومشاعر الشيطان الذي استحوذ عليه لأن بهذه الطريقة يسوقنا الشيطان إلى ما
يضرنا إلى حد أن يصير الانسان تحت سيطرته
فكلما يكون الانسان مدمنا على ما يضره هذا يدل على أن الشيطان يسوق بدنه التابع
القانت الخاضع
لذلك يلزم على كل مسلم ومسلمة أن تكون استعادة الشخصية والثقة والوعي مرامهم.
إنّ الحب نعمة لأنه هو القوة الذي نبلغ به مرامنا ونحصل به على غايتنا وعلى مكارم الصفات ونحقق
به اهدافنا من السعادة والطمأنينة والسكينة التي هي قصد كل انسان في الدنيا
لكن قال الله عز وجل: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون
فبدون تمييز بين الحب الفاعل والحب المفعول لا يمكن الانتصار على الشيطان الساري فيالعروق لأن التغلب
على الشيطان يكون بالإعتقاد في أنه سبب الحب المؤذيالمفسد الذي تشعر به تجاه الناس و تصرفاتك السيئة معهم
وبالله تعالى التوفيق
مهدي بن صلاح