السلام عليكم
الخلة الانفعالية هي كل المشاعر التي يحس بها الانسان كالحب والبغض والحنان وما إلى ذلك فيما يتعلق بالعاطفة
فكل من يكشف عن مكنون قلبه يصبح عرضة لسهام الشيطان
ومن الثابت أنه عندما يحب الإنسان شيئا بشدة فإنه يصبح أسيراله
لأجل ذلك يبذل الشيطان جهداً لكييفقد الإنسان السيطرة على مشاعره و يقومبتبذيرها( يعني توظيف المشاعر بكيفية و كمية غير معقولة)
قال الله عز وجل
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
إن التبذير المعنوي هو التعامل مع شخص ناكر للجميل
فكلما تجامل مستغلاً كافراً بالنعمة فكأنك تبذّر شعورك إلى حد أن يسيطر عليك هذا الشخص المستغل حتى تصبح مدمنا بما يضرك
و إنها لمصيبة عندما تكشف مكنون قلبكلشخص مخادع
أما الخلة العملية فتتضمن كل أعمال الجوارح التي تعصى بها الله جل وعلا
ومن المعروف أن الانسان مغلوب بشهواته وقال عليه الصلاة والسلام في هذا البابحجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره
فمن مرام الانسان الناجح الفائز الذي يريد دار الآخرة أن يكبت شهواتهبالامتثال لأوامرالله عز وجل
قال عليه الصلاة والسلامإن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله
فالشيطان يريد انحراف الانسان لذلك يبذل جهداً لكي يكون مقيداً بلذة من لذات الدنيا التي حرمها الله عليه
هناك عدة لذات ومنها لذة النظر ولذة السمع ولذة الأكل والشرب وما إلى ذلك حتى المتعة الجنسية
فمن طبيعة الانسان أن يرغب في الشعور باللذة ويجتنب الشعور بالحزن و الكبت لكن المؤمن هو الذي يحبس نفسه على اللذات الدنيوية المحرمة .
لأنه قال عليه الصلاة والسلامالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافريعني الكافر نتيجةً لكفره لا يهمه عواقب اعماله وبالتالي يتلذذبالحرام دون خوف
على عكس المؤمن الذي يتقي الله و يعصم نفسه من المعاصي التي يسعى الشيطان عن طريقها للإستحواذ عليه
فمن المهم أننبرز قاعدة مهمة في صلب هذا الموضوع أن التقرب من لذة ما يضعف الثبات على الإيمان والتقوى
قال الله جل وعلالا تقربوا الزنىيعني حرم على المسلم الاقتراب من كل ما من شأنه أن يجره إلى ارتكاب هذه المعصية الكبيرة
فكل من يريد العفاف دون أن يسد المنافذ إلى الحرام هو مغرور مخدوع مغبون جاهل بطبيعة الانسان
أما الخلة التواصلية فتتضمن كل ما يدور حول العلاقات الانسانية
فطالما أن الشيطان فشل في تحقيق هدفه في أن يضلك عن طريق أعمالك أو عقائدك أو شعورك يعني عند ما لا يجد منافذ للسيطرة عليك
فيبحث عمن يسكن في قلبك لكي يضرك عن طريقه
فهناك من يسكن في قلب الانسان بالحب والمودة وهناك من يسكن بالبغض والاستهانة وكلاهما خلتان للشيطان
إن جسد الانسان يحتوي على جهاز هرموني وبهذا الجهاز يتأثر البعض بالبعض جسمياً من بعيد
عندما لا يفتح المؤمن في قلبه منفذا للظلمات يعرف الشيطان عندئذ أنه لا حل له إلا البحث عن واسطة بينهوبين فريسته
لأجل ذلك الإعتناء بتزكية نفوس الأقرباء والأصدقاء وكل من من شأنه أن يأثر علينا لا يقل أهمية عن الإعتناء بتزكية أنفسنا
ورد في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قالمَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها،
كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ،
فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا
فلما يفشل الشيطان في أن يؤثر عليك بواسطة أحد من أحبابك سيبذل جهدا لكي يؤثر عليك من قبل الأعداء
قال الله عز وجل:وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
فطوبى لمن طهر قلبه وزكى نفسه واعتنى بقلوب المحيطين به ولم يبالي بما يفتعل المفتعلون من النمام والقتات
مهدي بن صلاح