السلام عليكم
الخلة النفسية تتعلق بكل عواقب الصدمة: ( نقصد بالخلة هي الفتحة التي يدخل من خلالها الشيطان ليتحكم في الإنسان)
إنّ شخصية الإنسان تتكون على ثلاث مراحل: قبل الحمل وفي فترة الحمل وفي الطفولة.
أولا قبل الولادة : بما أنّ الوالدان يؤثّران في طبيعة اولادهم لا أقصد أنهما يحددانها بل يجعلانه إما شخصا إيجابيا أو سلبيا في المجتمع و هذا ما أسميه بالتأثير النسبي
من الثابت أن الفرد يؤثر على المجموعة التي ينتمي لها كما تؤثر هي عليه خاصة عندما يتولى الفرد هذه المجموعة و يتبنى أفكارها و اعتقاداتها حتى و إن كانت
ضد المنطق و الدين و الأخلاق و لا يتبرأ منها
وبالتالي لا يمكن التخلص من الطاقة السلبية إلا بقطع العلاقة و عدم تبني هذه الإعتقادات و الأفكار.
قال الله تعالى
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُون
وهذا الموضوع يرجع إلى الخلة السابقة يعني الخلة التواصلية
المرحلة الثانية هي في فترة الحمل يعني إذا كان في الحرام أو باستعمال السحر أو في حالة خصام بين الزوجين مع عدم التوبة وإصلاح ذات البين
المرحلة الثالثة حين الطفولة إذا تعرض الطفل لصدمة مثل تعرضه لزنا المحارم أو العنف الأسري
فمن المعروف أن الشيطان يغتنم حالة اضطراب شخصية الإنسان و يسعى لذلك لأن بها يبلغ مرامه ألا وهو الاختلال العقلي و عدم القدرة على التواصل
والتفاعل مع الآخرين و ما إلى ذلك ىمما يخل بالتوازن العاطفي
و نذكر أيضا الخلة التي تتعلق بالظروف التي يعيشها الإنسان و التي تخرج عن إرادته وتجعل الانسان يعيش في دائرة مغلقة و يمشي في طريق مسدود مما يهدر
طاقته الإيجابية .
على سبيل المثال إذا كانت هناك عداوة بين الزوجة و حماتها فمن الطبيعي أن يصاب الزوج بالأمراض كالقلق والكآبة والخمول نتيجة بحثه على طريقة ليرضي كلا
من الطرفين
يعني أنه كلما يكون الانسان في حالة احباط فمن الطبيعي أن يضيع طاقته إما في الحرام أو في الهموم و الأحزان
لذلك ينبغي على الإنسان أن يبذل جهداً لكي يتحرر .
الخلة الاحتمالية تتعلق بالأحوال تجعل الانسان محتبساً لا حال له إلا الطريق المسدود يعني عند ما يكون الانسان في مأزق تفتح دارة ذاته إلى حد أن يضيع طاقته
على سبيل المثال إذا كان المرء بين خصومة الزوجة والأم حتى يصبح موقع العداوة
من البديهة أن يصاب بالأمراض كالقلق والكآبة والخمول نتيجةً لحضور العديد من الارادات معترضات في ذاته
إلى حد بعيد كلما يكون الانسان في حال الاحباط كالكبت الجنسي فمن الطبيعي أن يضيع طاقته إما في الحرام إما الهموم والحلوم
اعتبارا من ذلك ينبغي للإنسان أن يبذل جهداً لكي يحصل الانعتاق
مهدي بن صلاح